کد مطلب:90758 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139
فبلغه ذلك، فاستدعی شُریحاً و قال له: بَلَغَنی أَنَّكَ ابْتَعْتَ دَاراً بِثَمَانینَ دینَاراً، وَ كَتَبْتَ لَهَا كِتَاباً، وَ أَشْهَدْتَ فیهِ شُهُوداً ؟. فقال له شریح: قد كان ذلك یا أمیر المؤمنین. فنظر علیه السلام إلیه نظر المغضَب ثم قال: یَا شُرَیْحُ، اتَّقِ اللَّهَ[1]. أَمَا إِنَّهُ سَیَأْتیكَ مَنْ لاَ یَنْظُرُ فی كِتَابِكَ، وَ لاَ یَسْأَلُكَ عَنْ بَیِّنَتِكَ، حَتَّی یُخْرِجَكَ مِنْهَا[2] شَاخِصاً، وَ یُسْلِمَكَ إِلی قَبْرِكَ خَالِصاً. فَانْظُرْ، یَا شُرَیْحُ، أَنْ[3] لاَ تَكُونَ ابْتَعْتَ هذِهِ الدَّارَ مِنْ غَیْرِ مَالِكَ[4]، أَوْ نَقَدْتَ الثَّمَنَ مِنْ [صفحه 805] غَیْرِ حَلاَلِكَ[5]، فَإِذاً أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ الدُّنْیَا وَ دَارَ الآخِرَةِ جَمیعاً[6]. أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَتَیْتَنی عِنْدَ شَرَائِكَ مَا اشْتَرَیْتَ لَكَتَبْتُ لَكَ كِتَاباً عَلی هذِهِ النُّسْخَةِ، فَلَمْ تَرْغَبْ فی شِرَاءِ هذِهِ الدَّارِ بِالدِّرْهَمِ فَمَا فَوْقَهُ[7]. قال شُریح: و ما كنت تكتب یا أمیر المؤمنین ؟. قال علیه السلام: كُنْتُ أَكْتُبُ لَكَ هذَا الْكِتَابَ[8]: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ هذَا مَا اشْتَری عَبْدٌ ذَلیلٌ، مِنْ مَیِّتٍ قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحیلِ، اشْتَری مِنْهُ دَاراً مِنْ[9] دَارِ الْغُرُورِ، مِنْ جَانِبِ الْفَانینَ، وَ خِطَّةِ الْهَالِكینَ. وَ تَجْمَعُ هذِهِ الدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ: اَلْحَدُّ الأَوَّلُ مِنْهَا[10] یَنْتَهی إِلی دَوَاعِی الآفَاتِ. وَ الْحَدُّ الثَّانی مِنْهَا[11] یَنْتَهی إِلی دَوَاعِی الْمُصیبَاتِ. وَ الْحَدُّ الثَّالِثُ مِنْهَا[12] یَنْتَهی إِلَی الْهَوَی الْمُرْدی. وَ الْحَدُّ الرَّابِعُ مِنْهَا[13] یَنْتَهی إِلَی الشَّیْطَانِ الْمُغْوی، وَ فیهِ یُشْرَعُ بَابُ هذِهِ الدَّارُ. إِشْتَری هذَا الْمُغْتَرُّ بِالأَمَلِ، مِنْ هذَا الْمُزْعَجِ بِالأَجَلِ، هذِهِ الدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عِزِّ الْقَنَاعَةِ، وَ الدُّخُولِ فی ذُلِّ الطَّلَبِ وَ الضَّرَاعَةِ. [صفحه 806] فَمَا أَدْرَكَ هذَا الْمُشْتَری فیمَا اشْتَری مِنْهُ مِنْ دَرْكٍ فَعَلی مُبَلْبِلِ[14] أَجْسَامِ الْمُلُوكِ، وَ سَالِبِ نُفُوسِ الْجَبَابِرَةِ، وَ مُزیلِ مُلْكِ الْفَرَاعِنَةِ، مِثْلِ كِسْری وَ قَیْصَرَ، وَ تُبَّعٍ وَ حِمْیَرَ، وَ مَنْ جَمَعَ الْمَالَ عَلَی الْمَالِ فَأَكْثَرَ، وَ مَنْ بَنی وَ شَیَّدَ، وَ زَخْرَفَ وَ نَجَّدَ، وَ ادَّخَرَ وَ اعْتَقَدَ، وَ نَظَرَ بِزَعْمِهِ لِلْوَلَدِ. إِشْخَاصُهُمْ، وَ اللَّهِ[15]، جَمیعاً إِلی مَوْقِفِ الْعَرْضِ وَ الْحِسَابِ، وَ مَوْضِعِ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ، إِذَا وَقَعَ الأَمْرُ بِفَصْلِ الْقَضَاءِ، وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ[16]. شَهِدَ عَلی ذَلِكَ: التَّوَانِی ابْنُ الْفَاقَةِ. وَ الْغُرُورُ ابْنُ الأَمَلِ. وَ الْحِرْصُ ابْنُ الرَّغْبَةِ. وَ اللَّهْوُ ابْنُ اللَّعِبِ. وَ مَنْ أَخْلَدَ إِلی مَحَلِّ الْثَوی، وَ مَالَ إِلَی الدُّنْیَا عَنِ الأُخْری[17]. [ وَ ] شَهِدَ عَلی ذَلِكَ الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ الْهَوی، وَ سَلِمَ مِنْ عَلاَئِقِ[18] الدُّنْیَا، وَ سَمِعَ مُنَادِیَ الزُّهْدِ یُنَادی فی عَرَصَاتِهَا: مَا أَبْیَنَ الْحَقَّ لِذی عَیْنَیْنِ تَزَوَّدُوا مِنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ، وَ قَرِّبُوا الآمَالَ بِالآجَالِ، فَقَدْ دَنَا الرِّحْلَةُ وَ الزَّوَالُ[19]. [صفحه 807]
رُوی أن شریح بن الحارث قاضی أمیر المؤمنین علیه السلام اشتری علی عهده داراً بثمانین دیناراً،
إِنَّ الرَّحیلَ أَحَدُ الْیَوْمَیْنِ
صفحه 805، 806، 807.
و نسخة الصالح ص 365. و نسخة العطاردی ص 310 عن شرح فیض الإسلام.